الكافيين والصداع: "صداقة أم عداوة؟"

الكافيين والصداع: "صداقة أم عداوة؟"

لعلك قد تساءلت يومًا عن سبب الارتباط الوثيق بين احتسائك لكوب قهوتك المفضل وتخفيف صداع رأسك بشكلٍ سحري أثناء ساعات العمل الطويلة. هل هناك ارتباط حقيقي؟ وهل يمكن اعتبار القهوة (الكافيين) البطل المنقذ من مشكلة الصداع؟ هذا ما سنستعرضه في مقالتنا.

 

أثبت العلماء أن للكافيين خصائص مضادة للألم، ولكن دوره في علاج الصداع التوتري والصداع النصفي معقد؛ فقد يكون مفيدًا أو يزيد من حدة الصداع، لذا فإن العلاقة بين الكافيين والصداع متناقضة إلى حدٍ ما.

 

اعتبرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) الكافيين آمنًا بشكل عام عند استخدامه في المشروبات الغازية والأدوية المنشطة، ويقتصر وجوده في المسكنات على 64-65 ملغ لكل قرص. وقد أثبتت الدراسات أن للكافيين قدرة بمفرده على تخفيف الألم في بعض أنواع الصداع، كما يزيد من حركة الجهاز الهضمي، مما قد يُحسن من امتصاص الأدوية لدى مرضى الصداع النصفي، إضافةً إلى تأثيره الإيجابي الشهير على المزاج والانتباه.

 

أظهرت تجارب أجريت على البالغين وأطفال تتراوح أعمارهم بين 7 و15 سنة أن للكافيين دورًا في تعزيز فعالية مسكنات الألم مثل الباراسيتامول (بنادول) والإيبوبروفين (بروفين)، حيث خفف ألم الصداع بشكل أفضل وأسرع مقارنة باستخدام هذه المسكنات بمفردها أو الكافيين وحده. بالإضافة إلى ذلك، أظهر فعاليته تجاه الأعراض المصاحبة للصداع النصفي مثل الغثيان والقيء.

 

ولكن، الجرعات المنخفضة من الكافيين عادةً لا تعزز فعالية المسكنات، وقد تتداخل مع تأثيرها.

 

الجانب السلبي للكافيين

رغم فوائد الكافيين، إلا أنه لم يحصل على "براءة تامة". فقد يسبب بعض الآثار الجانبية مثل اضطراب المعدة، العصبية، والدوار. كما أن استهلاك الكافيين بشكل مفرط يؤدي إلى اعتياد الجسم عليه، مما قد يسبب زيادة في ضغط الدم، معدل ضربات القلب، وزيادة التبول. وعند التوقف المفاجئ عن استهلاك الكافيين بعد الاعتياد عليه، يمكن أن تظهر أعراض انسحابية مثل الصداع، تراجع الأداء الذهني، والشعور المستمر بالغثيان.

 

في الختام

يجب أن ندرك أن الكافيين ليس مجرد منبّه، بل يمكن أن يكون له دور فعّال في علاج بعض أنواع الصداع، خاصة عند دمجه مع مسكنات الألم. وعلى الرغم من أنه آمن عند استخدامه باعتدال، إلا أنه يجب استهلاكه بحذر لتجنب الآثار الجانبية. إذا كان الصداع مستمرًا، يُنصح باستشارة الطبيب للحصول على العلاج الأنسب.

 

 

 

شارك في كتابة هذا المقال: 

جنى سميح، رغد المطيري، رقية كمال، فاطمة الحربي، لمى بادغيش بإشراف: إلياس. 

تم التدقيق والمراجعة من قبل:

-       سفر بن عبدالمحسن الغامدي

-       نورة المطيري

 

What's Your Reaction?

like

dislike

love

funny

angry

sad

wow