ما يوازي الأوراق المنشورة: قوة المؤتمرات في تغيير الممارسة السريرية والبحثية

ما يوازي الأوراق المنشورة: قوة المؤتمرات في تغيير الممارسة السريرية والبحثية

المقدمة

تُعرف المؤتمرات الأكاديمية والسريرية بدورها الهام في التعليم المستمر للمهنيين الصحيين. بينما ينشر الباحثون نتائجهم عادةً في المجلات العلمية ، يظل تغيير الممارسة السريرية بناءً على هذه الأدبيات تحديًا عالميًا. توفر المؤتمرات منتدى فريدًا حيث يمكن للأطباء والباحثين التفاعل بشكل مباشر، مما يسهل تبادل المعلومات في الإتجاهين ويعزز تطبيق الأبحاث على ارض الواقع . على الرغم من القبول الواسع للمؤتمرات، إلا أن الأدلة متباينة بشأن فعاليتها في تحسين الممارسة المهنية ونتائج المرضى. تم تصميم هذه الدراسة من قبل مجموعة متعددة التخصصات لبحث تأثير حضور مؤتمر دولي متخصص في السكتة الدماغية، حيث إن رعاية مرضى السكتة الدماغية تُقدم عادةً من قبل فرق متعددة التخصصات. كانت الأهداف الرئيسية هي تحديد ما إذا كان حضور المؤتمرات يؤدي إلى تغييرات في الممارسة السريرية والبحثية في مجال السكتة الدماغية، وتحديد أنماط العروض التقديمية الأكثر تأثيرًا على الحضور

النتائج

حللت الدراسة استجابات الاستبيان بواقع 120 مشاركًا في المؤتمر، أكمل 53 منهم استبانة متابعة بعد ثلاثة أشهر. كان غالبية المشاركين من الإناث (80.8%)، ومعظمهم من الأطباء السريريين (69.0%) الذين تتراوح أعمارهم بين 31 و50 عامًا (60.8%).

التأثير على الممارسة:

الممارسة السريرية: أفادت أغلبية كبيرة من الأطباء السريريين (83.9%) بأن ممارستهم السريرية قد تغيرت سابقًا نتيجة لحضور المؤتمرات. بعد مؤتمر السكتة الدماغية 2018 على وجه التحديد، أبلغ 62.2% من الأطباء عن تغييرات في ممارستهم خلال فترة المتابعة التي استمرت ثلاثة أشهر. شملت هذه التغييرات زيادة فرص الممارسة في إعادة التأهيل وتحسين تطبيق التدخلات الطبية والتمريضية.

الممارسة البحثية: بين الباحثين، ذكر 78.8% أن حضور المؤتمرات السابقة قد أثر على أبحاثهم، على سبيل المثال، من خلال تحسين المنهجية أو توليد أفكار جديدة. بعد مؤتمر السكتة الدماغية 2018، أبلغ 39.1% من الباحثين عن تغييرات، مثل تكوين تعاونات جديدة وتوجيه مسار دراساتهم.

الأنماط الأكثر تأثيرًا:

لتغيير الممارسة السريرية، تم تقييم ورش العمل التي تضمنت عروضًا للمهارات على أنها النمط الأكثر فائدة.

للتأثير على الممارسة البحثية، اعتبرت العروض الشفهية التي فصلت المنهجية هي الأكثر تأثيرًا.

كانت الكلمات الرئيسية والعروض الشفهية ذات تأثير كبير على كل من الأطباء والباحثين، في حين اعتبرت الملصقات البحثية (البوسترات) النمط الأقل تأثيرًا.

مقارنة مع طرق النشر الأخرى:

صنّف الأطباء حضور المؤتمرات على أنه الطريقة الأكثر تأثيرًا لتغيير ممارستهم السريرية، وبشكل كبير أكثر من قراءة المقالات في المجلات المحكّمة أو الكتب الدراسية.

بالنسبة للممارسة البحثية، صنّف الباحثون قراءة المقالات في المجلات العلمية المعتمدة على أنها الطريقة الأكثر تأثيرًا، تليها حضور المؤتمرات

مناقشة

أظهرت نتائج هذه الدراسة أن غالبية الأطباء والباحثين الذين حضروا مؤتمرًا متعدد التخصصات حول السكتة الدماغية أبلغوا عن تغييرات في ممارساتهم نتيجة لحضورهم المؤتمر الحالي أو مؤتمرات سابقة. والأهم من ذلك، أن الأطباء السريريين صنفوا حضور المؤتمرات على أنه أكثر تأثيرًا على ممارستهم السريرية من الطرق التقليدية لنشر الأبحاث مثل المقالات المنشورة. تسلط هذه النتائج الضوء على إمكانات المؤتمرات كأداة فعالة لنقل المعرفة، خاصة فيما يتعلق بتطبيقها في الممارسة السريرية. لكي تؤثر المعلومات المكتسبة في المؤتمرات على الممارسة، يجب تذكرها عند العودة للعمل. وجدنا أن معظم الحاضرين ينوون مراجعة ملاحظاتهم، ولكن أولئك الذين لم يحددوا إطارًا زمنيًا كانوا أقل عرضة للقيام بذلك. وهذا يشير إلى أهمية الالتزام بمراجعة المعلومات خلال فترة محددة. وقد يكون من المفيد للمؤسسات السريرية والأكاديمية أن تطلب من الحاضرين تقديم ملخص لما تعلموه لزملائهم، مما يضمن مراجعة المواد وتطبيقها. كانت نسبة التغيير في الممارسة السريرية التي أبلغ عنها المشاركون (62% بعد هذا المؤتمر) والتي تعتبر أعلى بكثير مقارنةً بالتي ذكرتها الدراسات السابقة. قد يعود هذا الاختلاف إلى أن هذه الدراسة كانت قائمة على الملاحظة والاستبيان، وليس تجربة عشوائية محكومة، وأن محتوى المؤتمر كان ذا صلة مباشرة بتخصصات الحضور ومجال ممارستهم . فيما يتعلق بالعروض التقديمية، لم يصنف الأطباء أو الباحثون مكانة المحاضر على أنها عامل مهم. بدلاً من ذلك، كانت أهم العوامل هي صلة الموضوع بممارستهم، والفائدة المحتملة للمرضى أو لأبحاثهم، وقوة الأدلة العلمية. هذا يشير إلى أن المحتوى هو الأهم.

مع ذلك، يجب ملاحظة بعض القيود على هذه الدراسة.  

أولاً، تم جمع البيانات عبر الإبلاغ الذاتي، مما قد يؤدي إلى تحيز إيجابي.

ثانيًا، قد يكون المشاركون في الدراسة من الأطباء والباحثين المتحمسين والمستعدين بشكل خاص لتغيير ممارساتهم.

أخيرًا، كانت العينة أصغر من المستهدف، وغالبيتها من الإناث والعاملين في المهن الصحية المساعدة، مما قد يحد من إمكانية تعميم النتائج على فئات أخرى (مثل الأطباء الذكور)

الخاتمة

تقدم هذه الدراسة إرشادات للباحثين في مجال رعاية السكتة الدماغية حول كيفية تحقيق أقصى قدر من التأثير السريري والبحثي. لتحقيق تأثير سريري، توصي النتائج بتقديم العروض في المؤتمرات، لا سيما من خلال ورش عمل عملية تتضمن عروضًا للتقنيات أو من خلال عروض شفهية تشرح بوضوح كيفية تطبيق النتائج الجديدة في الممارسة السريرية. أما بالنسبة للتأثير البحثي، فيُقترح النشر في المجلات العلمية المعتمدة وتقديم عروض شفهية تركز على المنهجية والنتائج. تؤكد الدراسة على أن فهم مدى ملاءمة المعلومات للجمهور المستهدف وشرح كيفية استفادة المرضى من الأبحاث بوضوح أمران حاسمان لتعزيز كل من التأثير السريري والبحثي،

وفي النهاية، تحسين حياة الناجين من السكتة الدماغية من خلال الممارسة القائمة على الأدلة

 بقلم : وجين الرويلي ✍????

 

المراجع :

https://doi.org/10.1071/IB23081

 

What's Your Reaction?

like

dislike

love

funny

angry

sad

wow