المورينجا: الشجرة المعجزة بين الفائدة والحقيقة

اخترنا الحديث عن نبتة المورينجا نظرًا لانتشارها المتزايد في الأسواق والمجتمع، سواء كمكمل غذائي أو ضمن ممارسات الطب الشعبي. ويعود هذا الاهتمام المتزايد لما يُنسب إليها من فوائد صحية وغذائية متعددة، خصوصًا فيما يتعلق بمضادات الأكسدة، ودعم المناعة، وتنظيم مستويات السكر في الدم.
في هذه المقالة، نحاول تقديم نظرة علمية مبسطة تساعد على فهم حقيقة المورينجا، واستخدامها الآمن، ودورها المحتمل في مجال التغذية العلاجية.
الموطن والتركيب
المورينجا، وتُعرف أيضًا باسم "شجرة المعجزة" أو "شجرة الحياة"، هي نبتة استُخدمت عبر التاريخ في الطب التقليدي لعلاج أمراض متعددة، وتشمل الأجزاء المستخدمة منها الأوراق، البذور، الجذور، واللحاء.
موطنها الأصلي في مناطق جنوب آسيا وأفريقيا، لكنها أصبحت تُزرع اليوم في العديد من الدول بسبب قيمتها الصحية.
تتميز هذه النبتة بتركيبة كيميائية معقدة، إذ تحتوي على أكثر من 160 مركبًا معروفًا، مما يفسر استخدامها الواسع في مجالات متعددة، سواء في التداوي بالأعشاب أو في الأغراض الصناعية والتجميلية. أوراق المورينجا تحديدًا غنية بالبروتينات، المعادن، والفيتامينات. كما أن الأوراق الجافة تحتوي على نسبة عالية من حمض الأولييك، وهو حمض دهني يدخل في صناعة مستحضرات الترطيب والعناية بالبشرة.
الفوائد الصحية
من الناحية الصحية، تبرز المورينجا كمكون فعال في تنظيم مستوى السكر في الدم. فقد أظهرت دراسات أنها تحسّن من استجابة الجسم للأنسولين وتُساهم في خفض مستويات الجلوكوز، مما يجعلها خيارًا مساعدًا محتملًا في حالات السكري من النوع الثاني.
بالإضافة إلى ذلك، تمتلك المورينجا خصائص مضادة للسرطان، إذ تشير بعض الأبحاث إلى أن مستخلصاتها تهاجم خلايا سرطانية مثل سرطان القولون، الثدي، الكبد ،والبنكرياس، مما يفتح الباب أمام احتمالات مستقبلية في المجال العلاجي. كما تسهم المورينجا في خفض الكوليسترول، وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية، وتظهر قدرة على حماية الكبد من التلف الناتج عن بعض الأدوية والسموم. إلى جانب ذلك، فإن لها دورًا في دعم الجهاز الهضمي، حيث تخفف من أعراض القرحة والتهابات القولون.
الصحة النفسية والعصبية
ولا تقتصر فوائد المورينجا على الجوانب الجسدية فقط، بل تمتد لتشمل الصحة النفسية والعصبية. إذ أظهرت بعض الدراسات أن مكوناتها قد تساعد في تحفيز النواقل العصبية المفيدة في حالات مثل الألزهايمر، كما تقلل من مشاعر القلق وتدعم التركيز الذهني.
الاستخدامات في الطب الشعبي
على صعيد الطب الشعبي، للمورينجا تاريخ طويل من الاستخدامات المتنوعة. تُستخدم أوراقها لعلاج الالتهابات، الحمى، وسوء التغذية، خاصةً عند الأمهات المرضعات والرضّع. أما الجذور، فكانت تُستخدم في حالات آلام الأسنان والشلل والطفيليات، في حين يُستخدم لحاء الشجرة في علاج الجروح وارتفاع ضغط الدم. أما الأزهار، فقد استُخدمت في التخفيف من تضخم الطحال والقرحة، وتُستخدم البذور كمُليّن ومضاد لمشاكل البروستاتا والمثانة.
محاذير الاستخدام
رغم تعدد فوائدها، من المهم الإشارة إلى أن استخدام المورينجا يجب أن يكون باعتدال وتحت إشراف مختص، خاصةً أن بعض مستخلصات البذور أظهرت سُميّة في الجرعات العالية في دراسات معينة. ورغم كونها نباتًا طبيعيًّا، إلا أن السلامة تبقى مرتبطة بالجرعة وطريقة الاستخدام.
ختامًا
المورينجا ليست مجرد نبتة رائجة، بل كنز من الطبيعة، ويقوم الباحثون بفتح آفاقٍ جديدة لمعرفة فوائد هذه النبتة العظيمة بشكل أدق. ويبقى الاستخدام المبني على المعرفة هو الأساس للاستفادة من شتى الأعشاب، ليس فقط المورينجا. وتعود فوائد المورينجا على الاستخدام الفعّال لها ضمن نمط حياة صحي ومتزن.
كتابة:
جنى آل شيبان
أماني هميل
فارس الأحمري
ميعاد القحطاني
رحاب سواط
تدقيق ومراجعة:
روابي السنان
What's Your Reaction?






