الأكل بوعي وحدس، الطريق نحو سلوكيات غذائية صحية

تشهد العادات الغذائية تطورًا ملحوظًا بسبب التأثيرات النفسية والاجتماعية. في هذا السياق؛ ظهرت اليقظة الذهنية والأكل الواعي كإستراتيجيات فعّالة، تهدف الى تحسين السلوكيات الغذائية ومعالجة مشكلاتها. على سبيل المثال، الإفراط في تناول الطعام أو تناول الطعام العاطفي.
ما هو الأكل الواعي؟
الأكل الواعي هو ممارسة تُركز على الانتباه التام أثناء تناول الطعام، بما في ذلك الطعم، الملمس، والرائحة مع الوعي بمشاعر الجوع والشبع دون أحكامٍ مسبقة. يهدف هذا النهج إلى تحسين العلاقة مع الطعام من خلال، التركيز على الإشارات الداخلية للجسم، بدلًا من الإشارات الخارجية، كالتوتر أو الوقت.
فوائد اليقظة الذهنية في الأكل:
- تحسين الوعي بالإشارات الداخلية: أظهرت الدراسات أن الأكل الواعي يُساعد الأفراد على الاستجابة لإشارات الجوع والشبع، مما يقلل من احتمالية الإفراط في تناول الطعام.
- تقليل الأكل العاطفي: يُساهم التدريب على اليقظة في التمييز بين المشاعر السلبية، مثل التوتر، والحاجة الفعلية لتناول الطعام، مما يقلل من اللجوء إلى الأكل كرد فعل عاطفي.
- مكافحة الإفراط في الأكل: أثبتت الأبحاث أن استخدام تقنيات مثل (تدريب الوعي بالأكل) يساعد في التقليل من السلوكيات المرتبطة بالإفراط في تناول الطعام لدى الأفراد الذين يعانون من الوزن الزائد أو السمنة.
ما هو تأثير الأكل الواعي على الصحة العامة؟
- التحكم في الوزن: في حين أن الأكل الواعي قد لا يؤدي دائمًا إلى فقدان الوزن، إلا أنه يُساعد في منع زيادة الوزن وتحسين جودة الخيارات الغذائية.
- الصحة النفسية: تعزز الممارسات الواعية، تقدير الذات والرضا عن الجسم، مما يُقلل من الاضطرابات الغذائية، مثل فقدان الشهية أو النهام العصبي.
كيفية تطبيق الأكل الواعي:
- التوقف والانتباه: قبل تناول الطعام، يُنصح بأخذ لحظة للتفكير في الشعور بالجوع أو الرغبة في الأكل.
- التقليل من المشتتات: تجنب مشاهدة التلفاز أو استخدام الهاتف أثناء الأكل، للتركيز على التجربة.
- التذوق البطيء: تناول الطعام ببطء، مع ملاحظة النكهات والملمس.
- الوعي بالشبع: التوقف عن الأكل، وذلك بمجرد الشعور بالامتلاء، بدلًا من إنهاء الوجبة بالكامل.
تُعد اليقظة الذهنية والأكل الواعي، من الطرق الفعّالة لتغيير عادات الأكل وتحسين الصحة العامة. عند تطبيق هذه الأساليب، يمكن للأفراد تحسين علاقتهم بالطعام، مما ينعكس إيجابًا على صحتهم النفسية والجسدية. إنّ تبنّي هذه الممارسات في الحياة اليومية يُشكّل خطوةً مهمة نحو حياة صحية و متوازنة.
كتابة محتوى: وسن إبراهيم مليحي
تدقيق ومراجعة: مهند شرف الحارثي
What's Your Reaction?






