ليست رفاهية بل ضرورة: الأدلة العلمية خلف تأثير الهوايات على الدماغ

تأثير الهوايات على الدماغ ووظائفه:
يمكن أن تؤثر الصحة النفسية على عدة جوانب من حياتنا، وهناك العديد من الاستراتيجيات التي يمكننا إتباعها لتحسينها، مثل ممارسة الهوايات.
تُعرّف الهواية بأنها نشاط يُمارس بانتظام في أوقات الفراغ لغرض الاستمتاع سواءً كان النشاط إبداعيًا، أو رياضيًا، أو فرديًا، مثل الحِرف اليدوية كالتطريز والعمل على الصوف أو الرسم كذلك البستنة.
ومغزى هذه الهوايات هو أن يكون مصدراً للسعادة لمن يمارسهُ وتشير دراسة حديثة إلى أن ممارسة الهوايات لها فوائد عديدة على الصحة النفسية والمزاج وأكثر من ذلك، حيث قام الباحثون بتحليل دراساتٍ كبيرة شملت أكثر من دولة حيث كان المشاركون جميعهم بعمر 65 عامًا فأكثر، وأكثر من 60% منهم يعانون من مشكلات صحية مزمنة سواء جسدية أو نفسية بالمقارنة مع الأشخاص الذين يمارسون الهوايات فقد كانوا يتمتعون بصحة أفضل وسعادة أكبر، وأعراض أقل للإكتئاب ورضى أعلى عن الحياة.
بعض الفوائد العقلية للهوايات:
1. تقليل التوتر: أظهرت الأبحاث أن المشاركة في الأنشطة خلال وقت الفراغ يمكن أن تقلل مستويات التوتر وعلى سبيل المثال، أظهرت إحدى الدراسات أن مستويات الكورتيزول (أحد أكثر علامات التوتر الهرمونية دراسةً) إنخفضت لدى حوالي 75% من المشاركين بعد ممارستهم للفنون.
2. تحسين الرفاهية: وجدت دراسة في نيوزيلندا أن المشاركة في الأنشطة الإبداعية يمكن أن تؤدي إلى شعور محسن بالرفاهية قد يكون له تأثيرات طويلة الأمد حيث شعر المشاركون بمزاج إيجابي أعلى وإحساس بالإزدهار في الأيام الّتي شاركوا فيها في نشاط إبداعي.
3. تحسين الإرتباط الإجتماعي، إنخفاض في الإكتئاب والقلق: بينما هناك العديد من الفوائد العقلية المتعلقة بالهوايات الفردية، أظهرت الهوايات الجماعية أو الفرق أيضاً فرصاً مهمة للإرتباط الاجتماعي، الصداقة، والدعم تُظهر الأبحاث أيضاً أن البالغين الذين يشاركون بإنتظام في نوع من الرياضة الجماعية هم أقل عرضة لأعراض الإكتئاب، أو القلق، أو التوتر.
4. تحسين الصحة العقلية: ترتبط الهوايات الّتي تتضمن النشاط البدني بالعديد من الفوائد الصحية بما في ذلك تقليل التوتر، وخفض ضغط الدم، ومعدل ضربات القلب لكن إذا كنت تمارس النشاط البدني في الخارج، هناك فوائد إضافية يتفق الخبراء على أن قضاء ما لا يقل عن 10 دقائق في الطبيعة يمكن أن يؤدي إلى تحسين المزاج، والتركيز، والرفاهية العامة.
نصائح لتخصيص وقت للهوايات:
حاجز شائع يجعل من الصعب القيام بالأشياء التي نحبها وهو الوقت في ظل الطريقة الّتي تُنظم بها حياتنا عادةً، يأتي العمل قبل الهوايه وعلى الرغم من أن الكثير منا يشعر بعدم وجود وقت كافٍ خلال اليوم للهوايات، هناك تغييرات يمكننا إجراؤها للمساعدة في العثور على وقت فراغ للقيام بالأشياء التي نحبها:
- بدلاً من محاولة العثور على وقت للهواية كل يوم، جرب التفكير في أيام الأسبوع عن كثب لإكتشاف الوقت الإضافي المختبئ في جدولك ثم خصص بضع ساعات أسبوعياً لشيءٍ تستمتع به.
- هناك أوقات عديدة خلال اليوم قد نجد أنفسنا في وضع "الطيار الآلي" من السهل أن نفقد الإحساس بالوقت في القيام بأشياء عشوائية كالتصفح على وسائل التواصل الإجتماعي أو مشاهدة التلفاز،
- انتبه لكيفية قضاء وقتك الفارغ، سواءً كان في الصباح أو المساء، وفكر في كيفية إستخدام هذا الوقت للإنغماس في شيء تستمتع به.
- يدعم المزيد والمزيد من البحوث أخذ استراحات صغيرة خلال اليوم لزيادة الإنتاجية بشكل عام إستغل هذه الإستراحات القصيرة طوال اليوم للقيام بشيءٍ يجلب لك السعادة، مثل المشي في الخارج، الاستماع إلى بودكاستك أو موسيقاك المفضلة، قراءة فصل أو إثنين من كتاب جيد، أو زيارة الآخرين.
وفي الختام، تُعتبر الهواية أي نشاط يُمارَس بإنتظام خلال وقت الفراغ بهدف الاستمتاع. ويمكن أن يحقق الإنخراط في الهوايات فوائد عديدة للصحة العقلية، مثل تقليل التوتر، وتعزيز الشعور بالرفاهية، وتحسين التواصل الإجتماعي، وتقليل مشاعر الاكتئاب والقلق كما توفر الهوايات الجماعية فرصًا مهمة للتواصل الاجتماعي، وبناء الصداقات، وتلقي الدعم إلى جانب ذلك، فإن الأنشطة البدنية المرتبطة ببعض الهوايات، مثل قضاء الوقت في الطبيعة تساهم في تحسين المزاج وزيادة التركيز وتعزيز الرفاهية، لذا فإن استخدام الوقت بحكمة لممارسة الهوايات يمكن أن يُعزز الإنتاجية العامة، حيث يمكن للاستراحات القصيرة خلال يوم العمل أن تضيف لمسة من المتعة عبر أنشطة مثل المشي، أو القراءة، أو التواصل مع الآخرين بإدماج الهوايات في روتينك اليومي، يمكنك خلق حياة أكثر سعادة ورضاً.
كتابة المحتوى: وجين الرويلي - محمد الحنفوش - افنان الحسيني
تدقيق ومراجعة: جنى المطيري
What's Your Reaction?






